الانتماء .......

الانتماء :قد تبدو الكلمة في نظرنا صغيرة لاقيمة لها لنقف عندها لحظة واحدة
لكني اليوم اسألكم الوقوف عندها لتدركوا - ومن وجهة نظري- أنها حياتنا بمجملها
فنحن مذ ولدنا نبدأ بالانتماء للعالم ولأمهاتنا
وقد نعّرف الامان هنا بأنه مقدار انتمائنا لعوالم من نفطر على حبهم
ثم نبدأ بالانتماء لأفلاك أخرى كالانتماء للعائلة ولرفيق أو مجموعة
والانتماء لمدرسة ......لحي .....لبلد ........
ثم تراودنا الافكار الوجودية فنبدأ بالتفكيربانتمائنا الديني ....
ونخلص للبحث عن انتماء فكري
وهكذا تختصر مسيرتنا في الحياة بأنها بحث عن انتماءات
وهنا ندخل في متاهات الترتيب والأولوية
حين يمتلك الانسان كامل أدواته الفكرية -ولعل أهمها هو حرية الفكر- يجد نفسه يسير
حياته حسب ترتيبه لانتماءاته
فإن كان انتماؤه الاول لنفسه كان ذا نزعة انانية وهنا الكلمة ليست بقصد الاساءة وانما بقصد التوضيح
ويكون من اصحاب شعار انا أولا
وان كان انتماؤه أسريا تجده يلبي أسرته قبل نفسه وهكذا
ومن كان انتماؤه لدين أو فكر تجده مطبقا لنظرياته مكرساً معظم حياته لذلك الانتماء
ومرة أخرى أعود لفكرة الدوران في أفلاك اناس أو افكار ننتمي إليهم تجعنا ننهار إن انهار مركز الانتماء
لذلك أجدني قادرة على الجزم أن المركز الثابت هو من يجعل حياتنا أكثر استقرار في تغيراتها
ذلك أن المركز الثابت يترك لك حرية الحركة و التغير دون أن تنهار فيحفظ وجودك لارتباطه بوجوده الدائم
ويؤمن لك حرية الحركة مما يجعل من فوضاك تنظيماً لأنها فوضى في مجال محدود
وحتى لاتضيع عزيزي القارئ في معاني كلماتي
سأطرح عليك سؤالا جوهريا:
كيف ترتب انتماءاتك فإن أدركت ترتيبك الشخصي
أدركت لمن حقا أنت تهب حياتك وهل هذا ما تريد؟؟؟؟
انتظر إجاباتكم لنخلص إلى نتاج جوهري في نهاية حوارنا

أنا أرتب إنتمائي بحيث أخدم أكثر من جانب من حياتي (أنا وأهلي وأصدقائي ومجتمعي وديني)على حد سواء وأعطي الأولوية إلى مستقبلي الذي سأبنيه بناء على هذا الإنتماء

أنا أنتمي لأفكاري و اعتقاداتي
لأنها هي اللتي تقودني إلى انتماءات أخرى بالنسبة للزمان و المكان والأشخاص

قد نستطيع خدمة مجموعة مع بعضها
لكن السؤال هو ما الذي اقوم به في حالة اختيار أولا
وهنا سأعطي مثال ان كان قيامك بعمل فيه مصلحة زملاءك ولكنه ضد أهلك فهل ستقوم به
هنا تظهر الانتماءات الحقيقة من أولا ولاتعتقد أن حالة التساوي موجودة في أنفسنا فهناك دوماً فرق حتى لو لم نشأ البوح به

من المؤكد أن فكرة التساوي هي ظاهرة قد نتظاهر بها لأنها قد تمس مشاعر
و مواضيع جوهرية
و أنا في الحالة التي طرحتها إذا استطاعت عائلتي بإقناعي بأن الحاجة التي يحتاجها مني
أصدقائي خاطئة فأنا سأقبل برأيهم و أعمل به
أما إن لم يستطيعوا فلن أستجيب لهم
و هنا تبرز فكرة الإنتماء للفكر الشخصي في أحد وجوهه ((من وجهة نظري))

هلق الإنتماء تحديد وجهة
بس هالوجهة ممكن تكون غلط وممكن تكون صح
فإذا كان شي بخالف إنتمائي أو قناعتي
فبتصير مصلحتي أهم شي بالنسبة إلي
بس مرة ممكن راعي مصلحتي ومرة ممكن راعي مصلحة غيري
حتى لو هالشي بضرني بس أنا اللي بتحكم بنسبة الضرر

انا من جهتي بنتمي لافكاري واهدافي واكيد لاهلي

شكرا انسة ايمان على الموضوع الجميل

استطيع القول بكل صراحة انك وضعتي يدك على الجرح كما يقولون

اصعب ما في الحياة هو الانتماء

ودعيني اعبر عن نفسي بوضوح اكثر

مشكلتي في الحياة هي الانتماء

قد تعتبرين كلماتي ترهات او فترة مراهقة

ولكن هذه الحقيقة

فعندما ينشئ الطفل ويربى على اعتقاد اساسي ان الولاء المفروض ان يكون للاخريين

وطبعا لا يوجد شخص غير اناني

ولكنه يقوم بمحاربة كل الافكار الانانية

يحارب نفسه ليصل الى مرحلة الاخلاص للاخريين

ثم يكتشف بعد فترة ان جميع من انتمى اليهم اشخاص في الحقيقة انانيون

اي ان الانتماء هو فكرة ظاهرية فقط

وان من انتمى اليهم اما اختفوا من حياتك

او انكروا فكرة الانتماء بحد ذاتها بالاخلاص للنفس

وبالتالي

وصلت الى مرحلة لست قادرة على الانتماء لنفسي

ولا استطيع الاكمال في مسيرة الانتماء الى اشخاص لا اعني لهم الكثير

والحل ان اجد من انتمي اليه

وان يكون اهلا لهذه المكانة التي ساخصه بها

ولعلمي بالبشراعلم اني لن اجد احد هكذا

لا صديقة ولا صديق

وبالتالي ساكمل حياتي في حالة الفوضى العشوائية التي اعيش بها

لذا باعتقادي الشخصي

اسوء ما في الحياة هو الانتماء