بيتهــوفـن .."لودفيج فان بيتهوفن"
شهدت مدينة بون الألمانية ولادة المؤلف الموسيقي عام 1770 م في مدينة بون
يعتبر من أبرز عباقرة الموسيقى في جميع العصور، وأبدع أعمالاً موسيقية خالدة
و له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية، قدم أول عمل موسيقي مذ
كان عمره 8 سنوات .
وظهر تميزه الموسيقي منذ صغره، فنشرت أولى أعماله وهو في الثانية عشر من
عمره عام 1783. واتسعت شهرته كعازف بيانو في سن مبكرة، ثم زاد إنتاجه
وذاع صيته كمؤلف موسيقى, عانى بيتهوفن كثيراً في حياته، عائلياً وصحياً.
فبالرغم من أن أبيه هو معلمه الأول الذي وجه اهتمامه للموسيقى ولقنه العزف
على البيانو والكمان، إلا أنه لم يكن الأب المثالي، فقد كان مدمناً للكحول, كما أن
والدته توفيت وهو في السابعة عشر من عمره بعد صراع طويل مع المرض
وأرسل حاكم بون بتهوفن في بعثة إلى فيينا ليدرس الموسيقى بها وتتلمذ على يد
أساتذة عباقرة في الموسيقى ...
وزادت عبقرية بيتهوفن الموسيقية فأبدع وكتب أعظم السيمفونيات الكلاسيكية
الباقية إلى الآن ...
تشمل مؤلفاته للاوركسترا تسـعة سيمفونيات وخمس مقطوعات موسيقية
ومقطوعة على الكمان، كما ألّف العديد من المقطوعات الموسيقية
كمقدمات للأوبرا بدأ بيتهوفن يفقد سمعه في الثلاثينيات من عمره
إلا أن ذلك لم يؤثر على إنتاجه الذي ازداد في تلك الفترة وتميز بالإبداع
و من أجمل أعماله السيمفونية الخامسة والسادسة والتاسعة صم بيتهوفـن
وأصيب بيتهوفن بالصم ولكن حبه للموسيقى والفن تحدى الإعاقة وكان يعزف
عن طريق وضع قطعة من الخشب على أصابع البيانو ويثبتها على أسنانه ويكتب
النغمة عن طريق الذبذبة التي تنتقل من أصابع البيانو عبر القطعة الخشبية على أسنانه ....
وانتصر بيتهوفن على عالم الصمت...
بدأت إصابة بيتهوفن بصم بسيط عام 1802، فبدأ في الانسحاب من الأوساط
الفنية تدريجياً، وأمضى حياته بلا زواج إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الفني، ولكن
أعماله اتخذت اتجاه جديد, ومع ازدياد حالة الصم التي أصابته، امتنع عن العزف
في الحفلات العامة، وابتعد عن الحياة الاجتماعية واتجه للوحدة، وقلت مؤلفاته،
وأصبحت أكثر تعقيداً. حتى أنه رد على انتقادات نقاده بأنه يعزف للأجيال القادمة،
وبالفعل مازالت أعماله حتى اليوم من أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية العالمية
واكتسبت اثنان من السيمفونيات التي كتبها في صممه أكبر شعبية، وهما
السيمفونية الخامسة والتاسعة كما أنه أحدث الكثير من التغييرات في الموسيقى،
وأدخل الغناء والكلمات في سيمفونيته التاسعة, فجاءت رسالته إلى العالم
"كل البشر سيصبحون إخوة "
صمتت الأصوات لتترك الموسيقي الكبير، الذي يعد أحد أهم
من أثرى الموسيقى الكلاسيكية بأعماله، في عالم من السكون
ولكن الصم لم يمنع بيتهوفن من الإبداع، حتى أنه كتب في هذه الفترة أفضل
أعماله وطالما أضاف عدم تفهم الناس لحالته ألماً على ألمه, ولكن معاناته لم تطل
كثيراً، فقد توفي في فيينا عام 1827 عن عمر يناهز السابعة والخمسين ، بعد أن
أثرى الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وصار أحد أعلامها الخالدين