لقد صمدت مفاهيم نيوتن ونظريته في الجاذبية حتى عام 1915م
عندما تصدى لها العالم الألماني ألبرت آينشتاين (ت1955م) في النظرية النسبية العامة ،
التي خلص فيها إلى أن وجود جسم مادي يؤدي إلى حدوث تشوه في الزمان والمكان ،
أي يؤدي إلى انحناء في الفضاء الزمكاني ذي الأبعاد الأربعة المحيط بالجسم، فينزلق ما يجاور هذا الجسم انزلاقاً حوله ،
وتعتمد شدة هذا الانحناء وعمقه على كتلة الجسم المادي، فكلما زادت الكتلة زاد هذا الانحناء حولها
مما يأسر حركة الأجسام المجاورة لتنزلق على المسار الأسهل
الذي تقتضيه طبيعة التحدب أو الانحناء ، وهذا التأثير هو الذي نطلق عليه اسم (الجاذبية).
تنطلق النظرية النسبية العامة من مبدأ التكافؤ الذي ينص على أنّ تأثير الجاذبية مكافئ تماماً لتأثير التسارع ؛
فعلى سبيل المثال : لايمكن لشخص في مصعد قابع على الأرض أن يميّز بين هذه الحالة وبين حالته
لو كان في مصعد آخر يتسارع في الفضاء بتسارع الجاذبية بمنأى عن أيّ قوى خارجية؛
ففي كلتا الحالتين تكون النتائج الفيزيائية واحدة؛ فلو أفلت الرجل في أي مكان من المصعدين جسماً
فإنه يسقط سقوطاً حراً بالتسارع المعهود إلى أرضية المصعد .
وهكذا نجد أن قصة الجاذبية قد مرت بقفزات كبرى ،
فتحولت من مجرد سلوك طبيعي يمتلكه الجسم ذاته لتحقيق غايته كما عند أرسطو ،
إلى قوة كونية تؤثر عن بعد وتخضع لقانون نيوتن للجاذبية الكونية ،
لتصبح عند آينشتاين مجرد خاصية هندسية من خصائص الزمكان الرباعي الأبعاد .
وفي الواقع: إن النظرية النسبية العامة معقدة رياضياً ،
ولذا فإنها تتطلب قاعدة رياضية صلبة للتعامل معها ولكنها نظرية أثبتت نجاحها ،
حيث تنبأت ببعض الظواهر الطبيعية التي تأكدت تجريبياً فيما بعد. ومن أبرز نتائجها :
أن الجاذبية تؤثر على الضوء بحرف مساره نحوها ،
مما يعني التنبؤ بانحناء الضوء عند مروره بالقرب من جرم مادي ضخم ( بتمنى من اللي بيعرف هي الظاهرة يكتب عنها موضوع أو رد)
إنه من الصعوبة بمكان قياس هذه الظاهرة على الأرض ؛
فعلى سبيل المثال لو أطلقنا شعاع ليزري في اتجاه الأفق ،
فإنه سينحرف نحو الأرض بحوالي سنتيمتر واحد بعد أن يقطع
مسافة ستة آلاف وخمسمائة كيلومتر قبل أن ينطلق إلى الفضاء الرحب،
ولكن التنبؤ بانجذاب الضوء إلى الأجسام المادية أصبح حقيقة علمية
عندما تمكن الفلكي البريطاني آرثر إدنجتون من قياس انحراف الضوء القادم من أحد النجوم
عند مروره بالقرب من الشمس وذلك خلال دراسته لكسوف كلي للشمس في غرب أفريقيا في عام 1919م.
ولا تزال قصة الجاذبية تشغل أذهان مجموعة من أفضل العقول الفيزيائية في العالم ،
ومازالت الأعمال النظرية والجهود التجريبية حثيثة في مضمار فهم ( ظاهرة الجاذبية) ،
وسبر ماهيتها وقياس آثارها ، ومحاولات ربطها بنظرية الكم والقوى الأساسية الأخرى ،
ولكننا لحسن الحظ لا نحتاج إلى أكثر من قوانين نيوتن الثلاثة للحركة
وقانونه للجاذبية الكونية لمعرفة تفاصيل حركة الأجسام الأرضية
أو حساب مسارات المركبات الفضائية ، وتحديد مواقعها وأهدافها وحركتها بدقة وانضباط.
ومن طريف ما يذكر أنه عندما سألت قيادة التحكم الأرضي في وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا) رائد الفضاء ويليام أندرز،
الذي كان على متن سفينة الفضاء (أبولو
عام 1968م، عن اسم الشخص الذي كان يقود المركبة ،
أجاب : إنني أعتقد أن إسحاق نيوتن هو الذي يتولى الآن معظم عملية القيادة ).
الله يرحمو ......
آسف عالإطلالة ..... المصدر (المربع الذهبي ) .....