بالتعريف فإن ظاهرة النشاط الإشعاعي : هي ظاهرة طبيعية ناتجة عن التفكك الذاتي لنوى ذرات بعض العناصر التي تصادف في الطبيعة أوفي بعض العناصر الصنعية .
وتسود ظاهرة النشاط الإشعاعي ( الطبيعية ) أي التي لا دخل للإنسان في حدوثها , في ذرات العناصر الثقيلة التي تترواح أرقامها الذرية بين 84 و 92 ولكنها أيضا تحدثً في بعض النظائر لبعض العناصر الخفيفة مثل البوتاسيوم والكربون ولكن بصورة أقل من العناصر الثقيلة .
ويعود السبب في هذا النشاط الإشعاعي إلى أن أنوية هذه العناصر تكون محملة بعدد من النيوترونات يزيد عن العدد اللازم لاستقرارها , ولذلك فهي غير مستقرة لما فيها من طاقة زائدة , وتعمل على التخلص من هذه الطاقة الزائدة عن طريق إصدار الأشعة , وهذه الظاهرة لا تتأثر بأي من العوامل الخارجية , كالتغيرات في درجة الحرارة أو الضغط أو أي ظروف تحيط بالعنصر المشع , لذلك فهي من أكثر الظواهر الطبيعية ثباتاً من ناحية معدل حدوثها .
وتملك العناصر المشعة إضافة إلى ما سبق خاصية أخرى ذات علاقة بالطاقة وهي أنها ذات حرارة عالية , بمعنى أن غراماً واحداً من الراديوم يعطي في الساعة الواحدة 136 حريرة , وقد تم حساب كمية الحرارة التي يعطيها هذا الغرام من الراديوم بعد أن تنقسم كل ذراته ( تتحول ) , فبلغت 2800000 حريرة أي نفس كمية الحرارة التي تنتج عن حرق 400 كغ من الفحم , وهذه الطاقة قادرة على تشغيل محرك تصل قوته إلى عشرات الأحصنة .
إضافة لذلك فقد كانت أول حادثة معروفة عن تأثير الإشعاع على جسم الإنسان قد حدثت لأحد العلماء الباحثين في هذا الميدان , فقد حمل العالم ( هنري بكريل ) في جيبه أنبوبة صغيرة من أملاح الراديوم وبعد بضع ساعات ظهرت حروق شديدة على جلد جسمه تحت الجيب مباشرة , ولم يلتئم هذا الجرح إلا بعد شهور .
وقد استنتج العلماء من ذلك أن تلك الأشعة الصادرة ليست سوى تيار من الجسيمات المشحونة إما شحنة إيجابية أو شحنة سلبية نتيجة انحرافها بوجود حقل مغناطيسي , وهذه الأشعة تمتلك قابلية النفاذ عبر الأجســام وسأكمل الحديث في هذا المجال طويلا ولكن كتبت هذا للإجابة على أسألة فيزيائي.