ان الله بحكمته التي عجز لبّنا أن يزنها بالموازين الأرضية الغاشة
بذر بذرة من بذور الجنة في أفئدة البشر
بذرة المحبة الطاهرة
و منحه قلهبات يروين تلك البذرة بدموعه النقية
أيها الإنسان : الملائكة تستحي من محبتك الصادقة
و الشياطين تهرب منها ذعرا حتى تصمى من نورها
فلا تسجن بذرة المحبة التي منحها الخالق لك بقضبان
تنسجها من حبال الحقد الغليظة و أشواك الغدر الحادة
ايها الإنسان
لا ترو تلك البذرة النورية بسم الأفاعي و بكره الأباليس
عندها سيجف نورها رويدا رويدا
و الظمأ سيتسلل إلى عروقك و يرشف آخر قطرات المحبة المعلقة بين جوانحك
ستضيع تلك القطرات في الثرى تأخذها الأشجار لتبعثها حفيفا مميتا بين قبور الموتى
وعندما تجف الدموع الشفافة شفافية الماء العذبة عذوبة الكوثر
سيبدأ جيش الكره و الحقد و الخيانة بالزحف على مضارب روحك الجافة
و بالتأكيد سيكون محراب المحبة فارغا و محراب الحقد منتصرا
عندئذ ستتلاشى نفسك و تسقط أوراقا خريفية على أرض الحقد التي
لعنتها سموم الأفاعي و جعلتها صحراء قاحلة تكسر الرياح أغصانها اليابسة
عندئذ ستتلاشى انسانيتك و سترفضك كل الممالك الكونية
و تنضم لفئة الأصنام القاسية عديمة النفع
أيها الإنسان
اعتني بغرسة المحبة اليافعة منذ أن تنبت بالقوة التي
أرادها الله لها
انها شجيرة تنمو حتى تلامس فروعها الشفق الازرق
و ثمارها لا تنضب توزع محبة على العالمين أجمع
انها زمردة كلما سقيتها نورا منحته للحياة من حولها
تبدل الغسق فجرا و تؤبر بنورها أزهار الحب الميتة في
قلوب الناس لتنشر عبيرها بين اطفالهم اليافعين
ايها الإنسان اني لا أطالبك في دعوتي هذه بالكثير
اني أطالبك بغسل نفسك من الأدران التي زرعتها فيها
قبل أن يغذيها الحقد و تمسي صبارة تغرس اشواكها في الأرواح