ألفرد دوفينيي A. De Vigny - (1797-1863)
شاعرٌ رومانسي وكاتبٌ روائي ومسرحيّ، نشأ في السلك العسكري ولكنه استقال وأخْلد إلى برجه العاجيّ، وانضم إلى الحركة الرومانسيّة وكتب في الصحف. وفي عام 1826نشر مجموعته الشعريّة "أشعار قديمة وحديثة" وتتألف من ثلاثة أقسام
"... أَقْبَلَ الذئب وأقعى ناصباً ذراعيه،
وغارساً مخالبه المعقوفة في الرمل،
ولما فوجئ بالحصار أدرك أنه هالكٌ لا محالة؛
فقد سُدّت عليه كل السُّبل ولا منفذ للانسحاب.
عندئذ أطبق بفمه المتلظي على عنق أحد الكلاب،
ولم يفلته من فكه الحديدي،
على الرغم من طلقاتنا النارية التي كانت تثقّب جسده
وطعناتِ مُدانا الحادة تتصالبُ وتنغرس في أحشائه كملاقط الحدّاد.
وظل هكذا حتى اللحظة الأخيرة حين أيقن أن الكلب المختنق
سبقه إلى الموت وخرّ صريعاً تحت قوائمه.
عندئذ خلاّه، وحملق فينا.
ومُدانا ما تزال مغروسةً في جانبيه حتى المقبض،
تسمّره على العشب غارقاً في دمائه.
وبنادقنا تُحدقُ به في هيئة هلالٍ مشؤوم.
وما زال ينظر إلينا حتى ارتمى
وهو يلعق الدماء عن شدقيه.
ودون أن يدري كيف هلك،
أغلق عينيه الواسعتين، ومات دون أن يصرخ.
***
قلت في نفسي: يا للأسف!، فعلى الرغم من هذا الاسم الكبير (الإنسان)
أجدني خجلاً منا، نحن الضعفاء!
كيف يجب أن نغادر الحياة وآلامها؟
أنتِ أيتها الحيوانات المتسامية تعرفين ذلك.
وإزاء رؤيتنا ما يحدثُ على الأرض وما يُترك،
الصمتُ وحده هو العظيم، وما عداه ضعف.
آه..! لقد فهمتُكَ جيداً أيها المتوحش الجوّاب،
وإنّ نظرتك الأخيرة نفذت إلى قلبي لتقول:
إذا كنت تستطيع فاجعل نفسك تصل بكثرة الجدّ والتفكير،
إلى هذه الدرجة العالية من الكبرياء الرواقية.
لقد ارتقيتُ إليها قبلك، أنا الذي وُلدَ في الغابات.
الأنين والبكاء والدعاء ضعفٌ كذلك.
فلتبذل أقصى قدرتك ولتنهض بعبئك الثقيل الطويل
في الطريق الذي دعاك إليه القدر.
ثم... مثلي، تألّم ومتْ دون كلام.!
ملاحظة:
(((((أذكر أن الأبيات مترجمة)))))