مسافرة....

حبيبتي المسافرة بعيدا في المساء

بعيدا بين الغيوم في الفضاء

متارجحة بين حبات المطر

متعانقة ورائحة العطر

متبعثرة بين اشلاء الحياة

حبيبتي الصغيرة البريئة رمز الشقاء

لم ينتهي الرحيل بعد

ولم ينتهي الفراق

كبرتِ يا أميرتي ومازلت تعيشين العناء

ما زلت اشتاق ملمس يداك المتعبتان

اشتاق ان ألثمهما

اشتاق ان اضمهما

اشتاق لسماع همساتك التي اضناها الحنين

حبيبتي ضاعت ما بيننا السنين

ضاع عمري وشبابي ولم ينتهي الانين

مازلتُ تلكَ الطفلة الصغيرة

التي تكابر دموع الحنين

والتي تتحطم كل ليلة على سرير الفراق

مازال الالم كما كان

الا ان شيئا واحدا تغير

اني لم اعد اشعر باني انسان

بت هاربة من الثواني واللحظات

هاربة حتى من الايمان

تائهة وحيدة في داخلي

وكم للضياع من آلالام

وكم للحرمان من آثام

ارجوكِ كفاكِ فراقاً

فما عاد في العمر الكثير من الايام

اغفري لي يا طفلتي الصغيرة كل ما حدث

اغفري لي كل تلك الاثام

سامحني ان جعلتك حطاما

وقسوت على قلبك المليء بالحنان

فهكذا نحن دوما ابناءٌ جاحدون بالامان

اغفري لي هفوتي

لا بل هفواتي

فما عاد ضميري يستطيع حمل المزيد من الآثام

اريد ان أقبل الارض تحت قدميكِ

اريد البكاء عندهما كما لم ابكي في يومٍ من الايام

ارجوكِ عودي ودعينا نحيا كام وطفلتها بلا خصام

عودي لي فما زلت اشتاق احتضانك

ومازالت عيوني لا تنام

امي حبيبتي عودي

لم يبقى في عمري الكثير

لم اعد قادرة على المزيد الحرمان


بقلم هاربة